فرصة امام المجتمع الدولي لاحلال السلام

عدد الرسائل : 58 تاريخ التسجيل : 28/01/2007

حديث القدس
فرصة امام المجتمع الدولي لاحلال السلام

المحادثات التي تبدأها وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس اليوم وغدا مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي تمهيدا للقاء القمة الذي سيعقد بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والوزيرة رايس، هامة من حيث التوقيت والمضمون حيث تأتي هذه المحادثات بعد ان قام الرئيس عباس بتكليف رئيس الوزراء المستقيل اسماعيل هنية بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الجديدة في الوقت الذي حرصت فيه الوزيرة الاميركية على التأكيد الليلة قبل الماضية ان واشنطن لم تبلغ الجانب الفلسطيني بأنها ستقاطع حكومة الوحدة بل تنتظر تشكيلها لاتخاذ موقف بهذا الشأن وهو ما يعني ان الوزيرة الاميركية ابقت الباب مفتوحا رغم تكرارها للشروط الثلاثة المعروفة بهذا الصدد.
والاهم ايضا ان محادثات رايس مع الرئيس عباس وكذا القمة الثلاثية المرتقبة تأتي بعد اتفاق مكة وبعد اتفاق تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة اللذين لعب الرئيس عباس دورا رئيسيا في التوصل اليهما وهو ما يعني ان الادارة الاميركية واسرائيل اللتين تدركان التزام الرئيس عباس بهذين الاتفاقيتين مستعدتان للحوار مع الرئيس بعيدا عن الشروط المسبقة وبعيدا عن النمط السابق الذي رأى فيه المراقبون انه محاولة اميركية - اسرائيلية لتشديد مقاطعة حكومة »حماس« وتعزيز الاتصالات مع الرئيس وهو معطى قد تغير الان بفعل المشاركة الرئيسية للرئيس عباس في اتفاق مكة واتفاق تشكيل حكومة الوحدة.
وعدا عن كل ذلك فقد سبق عقد القمة الثلاثة تأكيد اميركي بأن كافة المواضيع مطروحة للنقاش في القمة بعكس المواقف التي حاول رئيس الوزراء اولمرت املاءها بلاءاته بشأن القدس والمستوطنات وغيرها من المواضيع خاصة وان لقاء القمة الذي بادرت اليه الولايات المتحدة واللجنة الرباعية الدولية يستهدف اساسا بحث افاق الحل السياسي للقضية الفلسطينية وليس البحث في تسهيلات جزئية او حلول انتقالية كان الجانب الفلسطيني قد اعلن رفضه لها.
ولهذه العوامل الثلاثة تعتبر جولة رايس هامة في الوقت الذي ابدت فيه كافة العواصم العربية والاسلامية وعدد من العواصم الاوروبية اضافة الى روسيا والصين عن ترحيبها باتفاق مكة ودعوتها لضرورة التعامل مع حكومة الوحدة الفلسطينية.
واضافة لذلك فان هذا التحرك السياسي يتزامن مع التوتر القائم في المدينة المقدسة على خلفية الحفريات التي تقوم بها السلطات الاسرائيلية قرب اسوار الحرم القدسي الشريف وهي مسألة لا شك ان الجانب الفلسطيني سيثيرها في المحادثات مع الوزيرة الاميركية ليس فقط لما تشكله هذه الحفريات من انتهاك للقانون الدولي ومس بمشاعر المسلمين بل وايضا نظرا لما تشكله من تصعيد للتوتر على الصعيدين المحلي والاقليمي وهو ما يتناقض مع الرغبة الدولية بارساء الاستقرار في المنطقة.
ولهذا نقول ان التحرك السياسي للجنة الرباعية الدولية وزيارة وزيرة الخارجية الاميركية للمنطقة والقمة الثلاثية المرتقبة يمكن ان تشكل بداية هامة لانطلاقة جديدة لعملية السلام اذا ما ابدت اللجنة الرباعية الدولية مواقف متوازنة واذا ما توقفت الولايات المتحدة عن الانحياز للموقف الاسرائيلي وللغة املاءالشروط المسبقة على الجانب الفلسطيني.
ونعتقد ان الفرصة ملائمة الان امام المجتمع الدولي واللجنة الرباعية تحديدا على ضوء اتفاق مكة وكتاب التكليف لتشكيل الحكومة الجديدة وما تضمناه من تأكيد احترام للشرعية الدولية والعربية وللاتفاقيات التي ابرمتها منظمة التحرير وكذا تأكيد الرئيس عباس على التزام الجانب الفلسطيني بخريطة الطريق والاتفاقيات الموقعة، لدفع عملية السلام قدما واخراج المنطقة من دوامة التوتر والعنف علما ان اسرائيل لم تقدم حتى الان ما يثبت التزامها بخريطة الطريق او حل الدولتين وما يجري على الارض من ممارسات اسرائيلية اكبر دليل على ذلك.